المقالة
من الكتاب ملامح المجتمع المسلم
"الأخلاق والفضائل جزء أصيل من كيان هذا المجتمع"
المؤلف يوسف القرضاوى
المدارس الموجه
الدكتور جمال الدين أحمد الخالق
الإعداد
فوكوة أري ويجكصونوا
قسم تدريس اللغة العربية
دراسة العلي
الجامعة الإسلامية الحكومية كديري
2018
أ. نص اصل عن الأخلاق والفضائل جزء أصيل من كيان هذا المجتمع كما يتميز المجتمع المسلم بعقائده وشعائره , ومفاهيمه ومشاعره , يتميز أيضا بأخلاقه وفضائله . فالأخلاق والفضائل جزء أصيل من كيان هذا المجتمع , فهو مجتمع العدل والإحسان والبر والرحمة , والصدق والأمانة , والصبر والوفاء , والحياء والعفاف , والعزة والتواضع , والسخاء والشجاعة , والإباء والشرف , والبذل والتضحية , والمروءة والنجدة , والنظافة والتجمل , والقصد والاعتدال , والسماحة والحلم ء والنصيحة والتعاون , والغيرة على الحرمات , والاستعلاء على الشهوات , والغضب للحق , والرغبة في الخير , والإيثار للغير , والإحسان إلى الخلق كافة , وبخاصة بر الوالدين , وصلة الأرحام , وإكرام الجار, ودعوة الناس إلى الخير , والأمر بالمعروف , والنهى عن المنكر . . وكل خصال الخير , وخلال المكرمات , ومكارم الأخلاق . وأولها : الإخلاص له , والتوبة إليه , والتوكل عليه , والخشية منه والرجاء في رحمته , والتعظيم لشعائره , والحرص على مرضاته , والحذر من مساخطه , إلى غير ذلك من المعاني الربانية التي يغفلها كثير من الناس حين يتحدثون عن الأخلاق في الإسلام , فليست الأخلاق ما يتعلق بما بين الإنسان والإنسان فحسب , وإنما تشمل ما بين الإنسان وخالقه أيضا . وهو في الجانب السلبي يحرم كل الرذائل , والأخلاق الرديئة , ويشتد في تحريم بعضها ء فيجعلها في مرتبة الكبائر . فيحرم الخمر والميسر , ويعدهما رجسا من عمل الشيطان , ويحرم الزنى وكل ما يقرب أو يعين عليه , ومثل ذلك الشذوذ الجنسي الذي هو علامة على انتكاس الفطرة وانهيار الرجولة , ويحرم الربا , وأكل أموال الناس بالباطل وخاصة إذا كانوا ضعفا ء كاليتامى , ويحرم عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام , والإساءة إلى الجار , وإيذاء الآخرين , باليا أو اللسان , ويجعل من خصال النفاق : الكذب والخيانة والغدر وإخلاف الوعد والفجور في الخصومة .
وكل رذيلة منكرها الفطر السليمة , والعقول الراشدة جاء الإسلام فأنكرها وألح في إنكارها
كما أن كل الأخلاق الفاضلة التي تعرفها الفطر والعقول ويسعد بسيادتها الأفراد والجماعات قد أقرها وأمر بها وحث عليها . والذي يتلو كتاب الله تعالى , أو يقرا أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , يرى أن هذه الأخلاق والفضائل من المقومات الذاتية للمجتمع المسلم , وليست من الأعراض الطارئة عليه , ولا من الأمور الهامشية في حياته , فهي في القرآن من الصفات الأساسية للمؤمنين والمتقين الذين لا يدخل الجنة غيرهم , ولا ينجو من النار غيرهم , ولا يسعد بالحياة الدنيا غيرهم .. وهي في السنة من شعب الإيمان , لا يتم الإيمان إلا بالتحلي بها , والتخلي عن أضدادها . ومن أعرض عنها فقد جانب أوصاف المؤمنين , وتعرض لسخط الله ولعنته , وبرئت منه ذمة الله وذمة رسوله .
ونعرض بعض ( اللوحات ) القرآنية للأخلاق الإسلامية تصورها النماذج الأمية حسب ترتيب
المصحف :
1. )ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا، وأولئك هم المتقون(.
مزجت الآية الكريمة بين العقائد من الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتب والنبيين وبين الشعائر من الصلاة والزكاة , والأخلاق من إيتاء المال على حبه ذوى القربى واليتامى .. إلخ , والوفاء بالعهد والصبر على البأساء والضراء وحين البأس . وجعلت هذا المزيج الناس هو حقيقة البر , وحقيقة التدين وحقيقة التقوى كما يريدها الله.
2. )إنما يتذكر أولو الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب، والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار(
تميزت هذه اللوحة الأخلاقية بالمزج بين الأخلاق الربانية كخشية الله وخوف سوء الحساب , والأخلاق الإنسانية من الوفاء والصبر والصلة والإنفاق ودرء السيئة بالحسنة , إن صح هذا التمييز . فإن المتأمل في الآية يجدها قد وصلت الأخلاق كلها بالربانية , فالوفاء وفاء بعهد الله , والصلة هي لما أمر الله به أن يوصل , والصبر إنما هو ابتغاء وجه الله , والإنفاق هو مما رزق الله , فهي كلها أخلاق ربانه موصولة بالله , ولهذا قرنت بإقامة الصلاة , لأنها جميعا ضرب من العبادة , يتقرب به المؤمنون إلى الله , ويتلقون به ما عند الله .
3. )قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون(
في هذه اللوحة نجد الخشوع في الصلاة، والفعل للزكاة، والمحافظة على الصلوات- وهي معدودة في إطار الشعائر والعبادات- جنباً إلى جنب مع الإعراض عن اللغو، وحفظ الفروج عن الحرام، ورعاية الأمانات والعهود.
4. ) وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً، والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم، إن عذابها كان غراماً، إنها ساءت مستقراً ومقاماً، والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً، والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً، والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً، إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفوراً رحيماً، ومن تاب وعمل صالحاً فإنه يتوب إلى الله متاباً، والذين لا يشهدون الزور وإذا أمروا باللغو مروا كراماً، والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صماً وعمياناً، والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاماً، خالدين فيها مستقراً ومقاماً(
5. ) فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا، وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يفغرون، والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون، والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لا يحب الظالمين(
والجديد في هذه اللوحة أو الباقة آمران في غاية الأهمية بالنظر إلى المجتمع المسلم :
الأول : تقرير مبدأ الشورى باعتباره عنصرا من العناصر الأساسية المكونة لشخصية المجتمع المسلم , ولهذا وضعت الشورى بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة المعبر عنه هنا بكلمة الإنفاق مما رزق الله , ولا يخفى على أحد مكانة الصلاة والزكاة في دين الإسلام , فما يوضع بينهما لا يكون من الأمور الثانوية أو الهينة في دين الله .
والأمر الثاني : هو الانتصار إذا أصابهم البغي , فليسر من شأن المسلم الخضوع للبغي أو الانحناء للظلم والعدوان . بل مقابلته بمثله ليزجر ويرتدع , إلا من عفا عن قدرة فأجره على الله .
من هذه اللوحات أو الباقات التي قدمناها يتبين لنا منزلة الأخلاق في الإسلام , ومكانها في تكوين المجتمع المسلم . وليست هذه كل ما في القرآن الكريم عن الأخلاق والفضائل , فالقرآن - مكية ومدنيه - ملئ بالآيات واللوحات التي تقدم لنا نماذج خلقية كريمة , تجمع بين المثالية والواقعية وتمزج الروحانيات بالماديات أو الدين بالدنيا , في اتساق والتئام , لم تعرفهما من قبل - ولا من بعده شريعة ولا نظام .
ويستطيع القارئ المسلم أن يرجع إلى سورة الأنعام فيقرأ فيها الوصايا العشر من أواخرها : ( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عيكم , ألا تشركوا به شيئا , وبالوالدين إحسانا . . ). الآيات أو يرجع إلى سورة الإسراء فيقرا الوصايا السبع عشرة : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) .. الآيات .
أو يرجع إلى سورة لقمان ويقرأ وصيته لابنه . . أو يرجع إلى سورة الدهر ويتلو فيها أوصاف الأبرار : ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ، ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ). . . الآيات.
أو يرجع إلى سورة البقرة ويقرأ في أواخرها آيات الله في تحريم الربا ونذره لأكلة الربا , وكيف آذنهم بحرب من الله ورسوله إن لم يتوبوا ويكتفوا برؤوس أموالهم .
أو يرجع إلى سورة النسا ء , وكيف أوصت بالمرأة خيرا : ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النسا ء كرها , ولا تعضلوهن . . . …( الآية .
أو يقرأ في نفس السورة آية الحقوق العشرة : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً , وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم . . . ) الآية
أو يقرأ في سورة المائدة : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) , وكلمة ( الاجتناب ) لا يستعملها القرآن إلا مع الشرك وكبائر الإثم . ويطول بنا الحديث لو أردنا أن نتتبع موارد الأخلاق في آيات القرآن العظيم , فإن جل أوامر القرآن ونواهيه تتعلق بهذا الجانب الخطير من حياة الناس : جانب الأخلاق .
وربما يخالفنا بعض الناس في تسمية هذه الأمور ( أخلاقاً) وإنما يسميها أوامر ونواهي , وهذا خلاف في الاصطلاح والتسمية لا في الموضوع نفسه إثباتاً ونفياً . وقد قال علماؤنا قديما : لا مشاحة في الاصطلاح , ولا يضر الخلاف في الأسماء وضحت المسميات . وإنما اخترنا تسمية هذه الأمور التي جاء بها القرآن والسنة ( أخلاقاً ) لأن تعريف الأخلاق ينطبق عليها تمام الانطباق .
ب. القواعد النحوية
1- الجملة الاسمية هي الجملة التي تبدأ باسم مرفوع يُعرب مبتدأً، وتتمّم وتكمل معناه صفة مشتقة مرفوعة تُعرف بالخبر، والمبتدأ لا يكون إلا كلمة واحدة دائماً، فلا يأتي جملة ولا شبه جملة، أمّا الخبر فإنّه يأتي على صور عدة منها الاسم المفرد، والجملة بنوعيها الاسمية والفعلية، وشبه الجملة من الجار والمجرور والظرفية. أما الجملة الاسمية : (1) وهي في السنة من شعب الإيمان, (2) وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.
2- الجملة الفعلية هي الجملة التي تبدأ بفعل، وتؤدّي معنىً مفيداً واضحاً سواء كان الفعل مضارعاً، ماضياً أو أمراً، ويلحقه فاعل أو نائب فاعل يتمّم معناه، وللفاعل صور عدّة منها أن يأتيَ اسما معرباً، مبنياً أو مصدراً مؤولاً، ويُسمّي كلّ من الفعل والفاعل مسنداً ومسنداً إليه، ففي جملة (فرحَ الولدُ) فإنّنا نسند الفرح إلى الولد، فالفعل (فرح) مسند، و(الولد) مسند إليه. أما الجملة الفعلية هي (1) قد أفلح المؤمنون, (2) فيحرم الخمر والميسر, (3) إنما يتذكر أولو الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق
3- الاستفهام: وهو السّؤال والاستفسار عن شيء لا يعلمه السائل، ويكون ذلك باستخدم أدوات الاستفهام التي سنشرحها حسب قواعد اللغة العربية، فهناك أدوات استفهام يجب أن تُسخدم في مكانها الصحيح، ولتحقيق ذلك لا بدّ من التعرّف عليها ومعرفة معانيها ومتى تُستخدم، وتسمى الجملة التي تحتوي على أدوات استفهام وتنتهي بعلامة سؤال الجملة الاستفهامية. وتقسم أدوات الاستفهام إلى قسمين حسب الإعراب، فهناك حروف الاستفهام وهما حرفا الهمزة وهل، وأسماء الاستفهام مثل: مَن، وما، ومتى، وإيَّان، وأين، وكيف، وكم، وأنَّي، وأي، وماذا، ولماذا. أما الإستفهام فى الاية : وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
4- إنّ وأخواتها إنّ هي حرف توكيد ونصب؛ حيث تنصب الاسم وترفع الخبر، وتُفيد التوكيد، مثل: (إنّ معاذاً قادمٌ )، وإذا اتّصلت بها ما الزائدة فإنّها تُوقفها عن العمل، بحيث تعود الجملة مبتدأً وخبراً، مثل: (إنّما أنت بشر)، ومن أخوات إنّ التي تقوم بنصب الأسماء. إن وأخواتها فى هذا النص : (1) وإنما اخترنا تسمية هذه الأمور التي جاء بها القرآن والسنة ( أخلاقاً ), (2) ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )
ت. الخلاصة
فالأخلاق والفضائل جزء أصيل من كيان هذا المجتمع , فهو مجتمع العدل والإحسان والبر والرحمة , والصدق والأمانة , والصبر والوفاء , والحياء والعفاف , والعزة والتواضع , والسخاء والشجاعة , والإباء والشرف , والبذل والتضحية , والمروءة والنجدة , والنظافة والتجمل , والقصد والاعتدال , والسماحة والحلم ء والنصيحة والتعاون , والغيرة على الحرمات , والاستعلاء على الشهوات , والغضب للحق , والرغبة في الخير , والإيثار للغير , والإحسان إلى الخلق كافة , وبخاصة بر الوالدين , وصلة الأرحام , وإكرام الجار, ودعوة الناس إلى الخير , والأمر بالمعروف , والنهى عن المنكر . . وكل خصال الخير , وخلال المكرمات , ومكارم الأخلاق . وأولها : الإخلاص له , والتوبة إليه , والتوكل عليه , والخشية منه والرجاء في رحمته , والتعظيم لشعائره , والحرص على مرضاته , والحذر من مساخطه , إلى غير ذلك من المعاني الربانية التي يغفلها كثير من الناس حين يتحدثون عن الأخلاق في الإسلام , فليست الأخلاق ما يتعلق بما بين الإنسان والإنسان فحسب , وإنما تشمل ما بين الإنسان وخالقه أيضا . وهو في الجانب السلبي يحرم كل الرذائل , والأخلاق الرديئة , ويشتد في تحريم بعضها ء فيجعلها في مرتبة الكبائر . فيحرم الخمر والميسر , ويعدهما رجسا من عمل الشيطان , ويحرم الزنى وكل ما يقرب أو يعين عليه , ومثل ذلك الشذوذ الجنسي الذي هو علامة على انتكاس الفطرة وانهيار الرجولة , ويحرم الربا , وأكل أموال الناس بالباطل وخاصة إذا كانوا ضعفا ء كاليتامى , ويحرم عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام , والإساءة إلى الجار , وإيذاء الآخرين , باليا أو اللسان , ويجعل من خصال النفاق : الكذب والخيانة والغدر وإخلاف الوعد والفجور في الخصومة .
والجديد في هذه اللوحة أو الباقة آمران في غاية الأهمية بالنظر إلى المجتمع المسلم :
الأول : تقرير مبدأ الشورى باعتباره عنصرا من العناصر الأساسية المكونة لشخصية المجتمع المسلم , ولهذا وضعت الشورى بين إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة المعبر عنه هنا بكلمة الإنفاق مما رزق الله , ولا يخفى على أحد مكانة الصلاة والزكاة في دين الإسلام , فما يوضع بينهما لا يكون من الأمور الثانوية أو الهينة في دين الله .
والأمر الثاني : هو الانتصار إذا أصابهم البغي , فليسر من شأن المسلم الخضوع للبغي أو الانحناء للظلم والعدوان . بل مقابلته بمثله ليزجر ويرتدع , إلا من عفا عن قدرة فأجره على الله .
TERJEMAH BAB 5: AKHLAQ DAN KEUTAMAAN
Sebagaimana masyarakat Islam itu memiliki keistimewaan di bidang aqidah, ibadah dan pemikiran, maka ia juga memiliki keistimewaan dalam masalah akhlaq dan keutamaan.
Akhlaq dan keutamaan merupakan bagian penting dari eksistensi masyarakat Islam. Mereka adalah masyarakat yang mengenal persamaan keadilan, kebajikan dan kasih sayang, kejujuran dan kepercayaan, sabar dan kesetiaan, rasa malu dan kesetiaan, 'izzah dan ketawadhu'an, kedermawanan dan keberanian, perjuangan dan pengorbanan, kebersihan dan keindahan, kesederhanaan dan keseimbangan, pemaaf dan penyantun, serta saling menasihati dan bekerjasama (ta'awun). Mereka beramar ma'ruf dan nahi munkar, melakukan segala bentuk kebaikan dan kemuliaan, keutamaan akhlaq, semua dengan niat ikhlas karena Allah, bertaubat dan bertawakal kepada-Nya, takut menghadapi ancaman-Nya dan mengharap rahmat-Nya. Memuliakan syiar-syiarNya, senang untuk memperoleh ridhaNya, menghindari murka-Nya, dan lain-lain dari nilai-nilai Rabbaniyah yang telah banyak dilupakan oleh manusia.
Ketika kita berbicara tentang akhlaq, maka bukanlah akhlaq itu hanya menyangkut hubungan antara manusia dengan manusia saja, akan tetapi ia mencakup hubungan manusia dengan penciptannya juga.
Masyarakat Islam sejak dari hal-hal yang kecil telah mengharamkan segala bentuk kerusakan dan moralitas yang buruk. Bahkan dalam beberapa masalah bersikap keras, sehingga memasukkannya dalam kategori dosa-dosa besar. Seperti misalnya pengharaman arak dan judi, keduanya dianggap sebagai perbuatan kotor dari perbuatan-perbuatan syetan. Kemudian pengharaman zina dan setiap perbuatan yang mendekatkan atau membantu terlaksananya perzinaan. Seperti kelainan seksual yang itu merupakan tanda rusaknya fitrah dan hilangnya kejantanan. Masyarakat Islam juga mengharamkan praktek riba dan memakan harta orang lain dengan jalan yang bathil, terutama jika orang itu lemah, seperti anak-anak yatim. Juga mengharamkan sikap durhaka kepada kedua orang tua, memutus hubungan kerabat, mengganggu tetangga, menyakiti orang lain baik dengan lesan atau tangan, dan menjadikan di antara tanda-tanda kemunafikan sepert i: dusta, berkhianat, tidak menepati janji, serta penyelewengan yang lain.
Terhadap setiap kerusakan yang menyimpang dari fithrah yang sehat dan akal yang cerdas, maka Islam datang untuk mengingkarinya dan terus menerus mengingkarinya. Demikian juga akhlaq mulia yang sesuai dengan fithrah yang sehat dan akal yang waras akan memberi kebahagiaan bagi individu maupun masyarakat maka Islam telah membenarkan dan memerintahkan serta menganjurkannya.
Bagi siapa saja yang membaca Kitab Allah dan hadits-hadits Rasul SAW akan melihat bahwa sesungguhnya akhlaq dan keutamaan itu merupakan salah satu pilar utama bagi masyarakat Islam dan bukan sesuatu yang berada di pinggir atau masalah sampingan dalam hidup. Al Qur'an menyebut akhlaq termasuk sifat-sifat utama dan orang-orang yang beriman dan bertaqwa, di mana tiada yang masuk syurga selain mereka, tiada yang bisa selamat dari api neraka selain mereka dan tiada yang dapat meraih kebahagiaan dunia akhirat selain dari mereka. Akhlaq merupakan bagian dari cabang-cabang keimanan, di mana tak sempurna keimanan seseorang kecuali dengan menghiasi keimanan tersebut dengannya. Barangsiapa yang berpaling dari akhlaq Islam maka ia telah menjauhi sifat-sifat orang yang beriman dan berhadapan dengan murka Allah serta laknatNya.
Berikut ini kami kemukakan sebagian ayat-ayat Al Qur'an mengenai akhlaq Islamiyah sebagai gambaran/contoh sesuai dengan urutan mushaf:
"Bukankah menghadaphan wajahmu ke arah timur dan Barat itu satu kebajikan, akan tetapi sesungguhnya kebajikan itu ialah beriman kepada Allah, hari kemudian, malaikat-malaikat, kitab-kitab, nabi-nabi dan memberikan harta yang dicintainya kepada kerabatnya, anak-anak yatirn, orang-orang miskin, rnusafir (yang memerlukan pertolongan) dan orang-orang yang meminta-minta; dan (memerdekakan) hamba sahaya, mendirikan shalat, dan menunaikan zakat; dan orang-orang yang menepati janjinya apabila ia berjanji, dan orang-orang yang sabar dalam kesempitan, penderitaan dan dalam peperangan. Mereka itulah orang-orang yang benar (imannya); dan mereka itulah orang-orang yang betaqwa." (Al Baqarah: 177)
Ayat yang mulia ini mengumpulkan antara aqidah, yaitu beriman kepada Allah, hari akhir, malaikat, kitab-kitab dan nabi-nabi, dengan ibadah, seperti shalat dan zakat dan dengan akhlaq, yaitu memberikan harta yang dicintainya kepada kerabatnya, anak-anak yatim dan seterusnya, sampai menepati janji, sabar dalam kesempitan, penderitaan dan dalam peperangan. Kemudian menjadikan keterkaitan yang rapi tersebut sebagai hakikat kebajikan dan hakikat beragama serta hakikat ketaqwaan, sebagaimana hal itu dikehendaki oleh Allah.
"Sesungguhnya hanya orang-orang yang berakal saja yang dapat mengambil pelajaran (Yaitu) orang-orang yang memenuhi janji Allah dan tidak merusak perjanjian, dan orang-orangyang menunaikan apa-apa yang Allah perintahkan supaya ditunaikan, dan mereka takut kepada Tuhannya dan takut kepada hisab yang buruk. Dan orang-orang yang sabar karena mencari keridhann Tuhan-nya, mendirikan shalat, dan menafkahkan sebagian rizki yang Kami berikan kepada mereka, secara sembunyi atau terang-terangan serta menolak kejahatan dengan kebaikan; orang-orang itulah yang mendapat tempat kesudahan (yang baik)." (Ar-Ra'du: 19-22)
Gambaran akhlaq dalam ayat ini memiliki keistimewean, yakni dengan mengumpulkan antara akhlaq Rabbaniyah seperti takut kepada Allah dan takut akan buruknya hisab dengan akhlaq lnsaniyah seperti menepati janji, sabar, silatur rahim, berinfaq dan menolak kejahatan dengan kebaikan. Sesungguhnya orang merenungkan ayat tersebut akan medapatkan bahwa pada dasarnya akhlaq itu seluruhnya bersifat Rabbaniyah. Karena pada hakekatnya kesetiaan itu adalah setia terhadap janji Allah, dan shilah adalah melaksanakan perintah Allah, sabar semata-mata untuk memperoleh ridha Allah, berinfaq juga mengeluarkan rezeki Allah, maka seluruhnya menjadi akhlaq Rabbaniyah yang sampai kepada Allah. Apalagi disertai dengan mendirikan shalat karena shalat itu seluruhnya termasuk ibadah yang mendekatkan diri kepada Allah dan menerima sesuatu yang ada di sisi Allah.
"Sesungguhnya beruntunglah orang-orang yang beriman (Yaitu) orang-orang yang khusyu' dalam shalatnya, dan orang-orang yang menjauhi diri dari (perbuatan dan perkataan) yang tiada berguna, dan orang-orang yang menunaikan zakat, dan orang-orang yang menjaga kemaluannnya, kecuali terhadap isteri-isteri mereka atau budak yang mereka miliki; maka sesungguhnya mereka dalam hal ini tiada tercela. Barangsiapa mencari yang di baik itu maka mereka itulah orang-orang yang melampaui batas. Dan orang-orang yang memelihara amanat-amanat (yang dipikulnya) dan janjinya, dan orang-orang yang memelihara shalatnya. Mereka itulah orang-orang yang akan mewarisi (yakni) yang akan mewarisi syurga Firdaus. Mereka kekal di dalamnya." (Al Mu'minun: 1-11)
Dalam ayat ini kita dapatkan bahwa khusyu' di dalam shalat, menunaikan zakat dan memelihara shalat itu termasuk dalam lingkup ibadah, selain juga berpaling dari hal-hal yang tidak berguna, memelihara kemaluan dari yang haram dan menjaga amanat-amanat dan janji.
"Dan hamba-hamba (Allah) Yang Maha Penyayang itu (ialah) orang-orang yang berjalan di atas bumi dengan rendah hati dan apabila orang-orang jahil menyapa mereka, mereka mengucapkan kata-kata yang baik. Dan orang-orang yang melalui malam hari dengan bersujud dan berdiri untuk Tuhan mereka. Dan orang-orang yang berkata, "Ya Tuhan kami, jauhkan adzab Jahannam dari kami, sesungguhnya adzabnya itu adalah kebinasaan yang kekal. Sesungguhnya Jahannam itu seburuk-buruk tempat menetap dan tempat kediaman." Dan orang-orang yang apabila membelanjakan (harta) mereka tidak berlebihan, dan tidak (pula) kikir, dan adalah (pembelanjaan itu) di tengah-tengah antara yang demikian. Dan orang-orang yang tidak menyembah Tuhan yang lain selain Allah dan tidak membunuh jiwa yang diharamkan Allah (membunuhnya) kecuali dengan (alasan) yang benar, dan tidak berzina. Barangsiapa yang melakukan demikian itu, niscaya dia mendapat (pembalasan) dosa(nya), yakni akan dilipat gandakan adzab untuknya pada hari Kiamat dan dia akan kekal dalam adzab itu, dalam keadaan terhina, kecuali orang-orang yang bertaubat, beriman dan mengerjakan amal shalih; maka kejahatan mereka diganti oleh Allah dengan kebajikan. Dan adalah Allah Maha Pengampun lagi Maha Penyayang. Dan orang-orang yang bertaubat dan mengerjakan amal shalih, maka sesungguhnya dia bertaubat kepada Allah dengan taubat yang sebenar-benarnya. Dan orang-orang yang tidak memberikan persaksian palsu, dan apabila mereka bertemu dengan (orang-orang) yang mengerjakan perbuatan yang tidak berguna , mereka lalui (saja) dengan menjaga kehormatan dirinya. Dan orang-orang yang apabila diberi peringatan dengan ayat-ayat Tuhan mereka, mereka tidaklah menghadapinya sebagai orang-orang yang tuli dan buta. Dan orang-orang yang berkata, "Ya Tuhan kami, anugerahkanlah dari isteri-isteri kami dan dari keturunan kami sebagai peryenang hati (kami), dan jadikanlah kami imam bagi orang-orang yang bertaqwa. "Mereka itulah orang-orang yang dibalasi dengan martabat yang tinggi (dalam surga) karena kesabaran mereka dan mereka disambut dengan penghormatan dan ucapan selamat di dalamnya, mereka kekal selama-lamarya. Surga itu sebaik-baik tempat menetap dan tempat kediaman." (Al Furqan: 63-76)
"Maka sesuatu apa pun yang diberikan kepadamu itu adalah kenikmatan hidup di dunia; dan yang ada di sisi Allah lebih baik dan lebih kekal bagi orang-orang yang beriman, dan hanya kepada Rabbnnya mereka, mereka bertawakal. Dan (bagi) orang yang menjauhi dosa-dosa besar dan perbuatan-perbuatan keji, dan apabila mereka marah mereka memberi maaf. Dan (bagi) orang-orang yang menerima (mematuhi) seruan Rabb-nya dan mendirikan shalat, sedang urusan mereka (diputuskan) dengan rnusyawarah antara mereka; dan mereka menafkahkan sebagian dari rezeki yang Kami berikan kepada mereka. Dan (bagi) orang-orang yang apabila mereka diperlakukan dengan zhalim, mereka membela diri. Dan balasan suatu kejahatan adalah kejahatan yang serupa, maka barangsiapa memafkan dan berbuat baik maka pahalanya atas (tanggungan) Allah. Sesungguhnya Dia tidak menyukai orang-orang yang zhalim." (Asy Syura: 36-40)
Ada dua hal dalam ayat ini yang sangat penting untuk diperhatikan oleh masyarakat Islam, yaitu:
Pertama, menetapkan prinsip syura sebagai unsur terpenting bagi terbentuknya kepribadian masyarakat Islam. Untuk itu syura diletakkan di antara mendirikan shalat dan mengeluarkan zakat yang di dalam ayat ini diungkapkan dengan berinfaq terhadap sebagian dari rizki yang dikaruniakan oleh Allah. Dan tidak samar bagi seseorang kedudukan shalat dan zakat dalam agama Islam, maka sesuatu yang diletakkan di antara keduanya bukanlah masalah sekunder atau remeh dalam agama Allah.
Kedua, terus berjuang ketika mereka ditimpa oleh suatu kejahatan. Maka bukanlah sikap seorang Muslim menyerah pada suatu kezhaliman atau tunduk kepada kezhaliman dan permusuhan. Tetapi membalas kejahatan itu dengan kejahatan yang serupa agar ia (kejahatan tersebut) tidak berlanjut dan tidak berani lagi berbuat macam-macam. Adapun kalau kita mau memberi maaf, maka pahalanya ada pada Allah.
Dari ayat-ayat pilihan yang telah kami kemukakan tersebut, nampak jelas bagi kita akan kedudukan akhlaq Islam dan posisinya dalam pembentukan masyarakat Islam. Yang disebutkan ini baru sebagian kecil dan ayat-ayat yang terdapat dalam Al Qur'an Al Karim yang membahas tentang akhlaq dan keutamaan. Karena Al Qur'an, baik yang diturunkan di Mekkah ataupun di Madinah penuh dengan ayat-ayat yang mengemukakan kepada kita berbagai contoh akhlaq yang mulia. Yang menggabung antara idealita dan realita, antara spintual dan material atau antara agama dengan dunia, dengan seimbang dan serasi, yang belum pernah dikenal dalam aturan yang mana pun (selain Islam).
Para pembaca Al Qur'an bisa merujuk pada surat Al An'am sehingga bisa membaca sepuluh wasiat pada ayat-ayat yang akhir sebagai berikut:
"Katakanlah, "Marilah kubacakan apa yang diharamkan atas kamu oleh Tuhanmu, yaitu janganlah kamu mempersekutukan sesuatu dengan Dia, berbuat baiklah terhadap kedua orang ibu bapak, dan janganlah kamu membunuh anak-anak kamu karena takut kemiskinan. Kami akan memberi rezeki kepadamu dan kepada mereka; dan janganlah kamu mendekati perbuatan-perbuatan yang keji, baik yang nampak di antaranya maupun yang tersembunyi, dan janganlah kamu membunuh jiwa yang diharamkan Allah (membunuhnnya) melainkan dengan sesuatu (sebab) yang benar." Demikian itu yang diperintahkan Tuhanmu kepadamu supaya kamu memahami (nya). Dan janganlah kamu dekati harta anak yaatim, kecuali dengan cara yang lebih bermanfaat, hingga sampai ia dewasa. Dan sempurnakanlah takaran dan timbangan dengan adil. Kami tidak memikulkan beban kepada seseorang melainkan sekedar kesanggupannya. Dan apabila kamu berkata, maka hendaklah kamu berlaku adil kendatipun dia adalah kerabatmu, dan penuhilah janji Allah. Yang demikian itu diperintahkan Allah kepadamu agar kamu ingat. Dan bahwa (yang Kami perintahkan ini) adalah jalanku yang lurus, maka ikutilah dia; dan janganlah kau mengikuti jalan-jalan (yang lain), karena jalan-jalan itu mencerai beraikan kamu dari jalan-Nya. Yang demikian itu diperintahkan Allah kepadamu agar kamu bertaqwa." (Al An'am: 151-153)
EmoticonEmoticon